hISTORIAS

أصول قديمة

تعود تاريخ البيرة إلى العصور القديمة، مع وجود أدلة على إنتاجها في بلاد ما بين النهرين حوالي 3500 قبل الميلاد. كانت البيرة الأولى تُصنع من الشعير والحبوب المخمرة الأخرى. وقد طورت الحضارات القديمة مثل السومريين والمصريين وغيرهم طرقًا بدائية لصنع البيرة، حيث كانوا يقدرون طعمها وخصائصها الغذائية.

أقدم بيرة معروفة تعود إلى حوالي 7000 عام. تم العثور على بقايا وصفة بيرة قديمة في الموقع الأثري جودين تيبي في إيران، والتي تعود إلى حوالي 5000 قبل الميلاد.

في مصر القديمة، كانت البيرة مشروبًا أساسيًا وتعتبر هدية من الآلهة. كان المصريون يستهلكونها يوميًا، سواء الكبار أو الأطفال، وكانت تُستخدم كجزء من القرابين الدينية. وكان العمال الذين بنوا الأهرامات يتلقون حصصًا من البيرة كجزء من أجورهم.

التطور في أوروبا

خلال العصور الوسطى، تم تحسين إنتاج البيرة في الأديرة الأوروبية، حيث قام الرهبان بتنقية تقنيات التخمير وإضافة القفزات، مما ساعد على استقرار وحفظ البيرة. ومع مرور الوقت، أصبحت البيرة مشروبًا شائعًا في جميع أنحاء أوروبا، وتنوعت في الطعم والأسلوب حسب المنطقة.

في عام 1516، طبقت ألمانيا قانون نقاء البيرة (Reinheitsgebot)، الذي نص على أن البيرة يجب أن تحتوي فقط على الماء والشعير والقفزات والخميرة. كان هذا القانون يهدف إلى ضمان جودة ونقاء البيرة، ولا يزال يؤثر على صناعة البيرة في ألمانيا حتى اليوم.

الثورة الصناعية والتحديث

جلبت الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر تقدمًا كبيرًا في صناعة البيرة. سمحت اختراع البسترة من قبل لويس باستور في عام 1864 بحفظ البيرة لفترة أطول وإنتاجها بكميات أكبر. بالإضافة إلى ذلك، أدى إدخال التبريد وتحسين عمليات التخمير إلى تطوير بيرة اللاجر النظيفة والمستقرة.

في عام 2015، تم إرسال بيرة مصممة خصيصًا إلى الفضاء. قامت شركة سابورو اليابانية بصنع بيرة لتُستهلك في الجاذبية الصغرى خلال مهمة محطة الفضاء الدولية (ISS)، مما شكل علامة فارقة في تاريخ البيرة.

تطوير البيرة الخالية من الكحول

طريقة التقطير بالفراغ: تتضمن تسخين البيرة تحت ضغط منخفض لتبخير الكحول عند درجات حرارة منخفضة، مما يقلل من فقدان النكهة.

طريقة التخمير المتقطع: يتم إيقاف التخمير قبل أن يتم إنتاج كمية كبيرة من الكحول، باستخدام خمائر خاصة أو تقنيات لإيقاف التخمير مبكرًا.

بدأ مفهوم البيرة الخالية من الكحول في التطور في أواخر القرن العشرين. تم إجراء المحاولات الأولى لإنتاج بيرة خالية من الكحول في السبعينيات، ولكن في الثمانينيات تم تحسين تقنيات الإنتاج. تعتمد صناعة البيرة الخالية من الكحول على طريقتين رئيسيتين:

تم تسجيل أول براءة اختراع لبيرة خالية من الكحول في عام 1919، بعد فترة وجيزة من الحظر في الولايات المتحدة. خلال هذه الفترة، أصبح إنتاج البيرة الخالية من الكحول وسيلة للتحايل على القيود المفروضة على الكحول.

النمو والشعبية الحديثة

في العقود الأخيرة، زاد الطلب على البيرة الخالية من الكحول بشكل كبير بسبب التركيز المتزايد على الصحة والعافية، وكذلك المخاوف المتزايدة بشأن استهلاك الكحول. قامت العلامات التجارية بتحسين الوصفات والتقنيات لتقديم بيرة خالية من الكحول تحافظ على طعم وجودة البيرة التقليدية.